رهاب ……….. رهاب هكذا تولد الأفكار العظيمة بقلم / د . محمد خير حسن محمد خير بلادنا بين النِعْمَةِ والنِقْمَة
متابعات الجاسر نت

رهاب ……….. رهاب
هكذا تولد الأفكار العظيمة
بقلم / د . محمد خير حسن محمد خير
بلادنا بين النِعْمَةِ والنِقْمَة
كيف نبني أخي دكتور محمد خير وطناً يحمل همه الجميع كباراً وصغاراً ونساءاً ورجالا، ولعل مقالكم الذي ايقظ ضمائر الملايين من أبناء هذا الوطن الحبيب والذي حمل عنوان *” واااا أسفاي وااا مأساتي واااااا ذلي* ؟؟؟” والذي سطرته بكلمات لا يخالجني شك في انها نبعت من قلب صادق يمتلئ بحب الوطن والعز به والغيرة عليه ،وبمفردات جمعت ما بين العاطفة الدينية واصالة هذا الشعب الذي عرف بها بين الشعوب وكلمات الأسى والحزن نتيجة الوقائع السلبية الناتجة من آثار الحرب اللعينة التي أظهرت غير المتوقع من هذا الشعب الذي عرف ظاهره بالطيبة وحسن الخلق .
واقول بكل صدق أن هذا المقال قد لامس الحقيقة حتى وإن لم يكن قد أظهر بعضها تحفظاً، حيث أنّ هذا المقام يحتاج إلى الحكمة والفطانة والكياسة.
ولقد عددت دكتورنا الفاضل كثير من الأسباب ولابد لكل تشخيص أن يبدأ بالأصل واقولها بكل صراحة أن لدينا خلل مجتمعي في مساحة التمسك بأصل ركين من أصول الدين الذي ندين به ونعادي عليه ونبذل من أجله الغالى والرخيص وهذا الخلل في الأصل وهو “التوحيد” الذي تبنى عليه العبادات والمعاملات و الذي تتمثل ثماره في القيم والأخلاق وأعطيك امثلة اذكر منها اولاً ان القبيلة قد تجاوزت الدين والوطن والأحزاب هي في الحقيقة مشكلة يرجع جذورها لخلل في التوحيد كما ورد في معاني القرآن في قصة ابليس مع أبينا آدم حيث قال ابليس انا خير منه
اي من آدم وأصابه العلو والكبر وها نحن في السودان من بعد الإسلام يقول ويجسد بعضنا تجسيد إبليس
ويحسون بالعلو الجيني على بعض إخوانهم ويحسبون أن هذا هيّناً ولكن يتولد منه الحسد والحقد والكراهية وينعكس هذا على العدالة والمعاملة والحقوق وهذا ضعف في العقيدة يترتب عليه ضعف في الوطنية واعطيك نموذج آخر أنّ الكل في السودان يقول “الله اكبر” ولكن لا يعمل بمعناها ومقتضاها وهذا يرجع إلى الأصل وهو التوحيد واعطيك نموذج ثالث عدم قبول النقد ويترتب عليه عدم قبول الآخر فكأنما هو الكامل الذي ليس به نقص او عيب والعياذ بالله وإنما الكمال لله وحده وهذا أيضا يرجع إلى التوحيد وقس كما شئت من مشكلاتنا ستجد أن أصلها يرجع إلى التوحيد .وإذا انتقلنا إلى جانب آخر أن بلادنا قد وهبها الله وخصها من سائر بلدان العالم بهبات كثيرة ونعم وفيرة، فإذا بدأنا بالنعم الإنسانية اولاً هذا التعدد الفريد في الألوان واللغات والثقافات لم نشكر الله عليه وحولناه إلى نقمة وهذا يرجع إلى التوحيد ” ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾
[ الروم: 22] للعالمين بكسر اللام والميم . وكذلك وهبنا الله تعدد لا مثيل له في الموارد الطبيعية في العالم ولم نشكر هذه النعم ، انهار تجري من تحتنا وأراضي منبسطة على مد البصر وكنوز في باطن الأرض ولم نشكر هذه النعم وهذا يرجع إلى التوحيد ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ ولم نشكر هذه النعم ونقف عند هذا الوعد الرباني وربما كانت هذه الحرب نوعاً من العذاب وهذا يرجع للتوحيد وقس حياتنا كلها من التفرق في الدين والتفرق في الاحزاب وكذلك في جانب المعاملات من الربا والطمع والجشع والاختلاس والرشوة وأكل مال الغير سواء كان عاماً او خاصاً بلا هوادة كلها ترجع لأصل واحد وهو التوحيد . لذلك يا عزيزي الدكتور نحن بحاجة إلى آليات حقيقية وقوية وصادقة للإصلاح البشري الذي يترتب عليه شامل الإصلاحات في جميع مناحي الحياة لذلك نحتاج لقدوات نبدأ اولاً برب الأسرة الذي يربي أبناءه على الحلال مهما كلفه الأمر وربة الاسرة التي تعين زوجها على الحلال وذلك بالصبر والدعم الكامل والتنشئة الصحيحة القائمة علي توحيد الله وعلى الأخلاق وحب الوطن وإحترام الغير .
ونحتاج إلى المعلم الصادق والمخلص الذى يوحد الله ومن ثم يحب وطنه وكذلك نحتاج إلى العالم الرباني الذي يسخر علمه لخدمة العباد والبلاد. هؤلاء إذا صلحوا سوف يخرجوا لنا الحاكم العادل الذي يسود الوطن عدلاً ومن ثم يعم الرخاء . دعوتي للجميع إلى الرجوع إلى الأصل وهو توحيد الله والعمل بمقتضاه وسوف تنصلح الفروع . أسأل الله لى ولجميع أبناء بلادي الهداية والرشد لك من الشكر اجزله استاذنا الفاضل دكتور محمد خير وكتب الله أجرك .
د . ابو القاسم عباس ابوه محمد
الاستاذ بالجامعات السعودية
الاستاذ المشارك بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية
جامعة ام درمان الإسلامية