الجاسر

د. عبد المنعم ابراهيم ادم يكتب الفجوة البحثية في جامعة الإمام المهدي بين التحديات والإمكانات المفقودة

متابعات الجاسر نت

نبضات حيوية

الفجوة البحثية في جامعة الإمام المهدي بين التحديات والإمكانات المفقودة

⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕

✍️ د. عبد المنعم ابراهيم ادم
رئيس تحرير المجلة العلمية جامعة الإمام المهدي

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البحث العلمي في الجامعات السودانية، تبرز الفجوة البحثية كأحد أبرز العقبات التي تعترض تقدم البحث الأكاديمي في جامعة الإمام المهدي، وغيرها من مؤسسات التعليم العالي في السودان. بينما يُفترض أن تكون الجامعات مراكز للإبداع والابتكار، نرى أن النشاط البحثي يظل حبيس الروتين التقليدي الذي لا يواكب التطورات العالمية في مجالات العلوم المختلفة.

الفجوة البحثية تُعتبر العنصر الأساسي الذي يوجه الباحث نحو تحديد المشكلات التي تحتاج إلى حلول علمية. ولكن، كيف يمكن تحديد هذه الفجوة في سياق أكاديمي يعاني من ضعف الإمكانيات وعدم استقلال الجامعات؟. يبدأ الباحث عادةً بتحديد الفجوة من خلال مراجعة الأدبيات العلمية للأبحاث السابقة. ولكن، إذا كانت البحوث السابقة غير موجودة أو غير متاحة بسبب العوائق التقنية أو ضعف التوجيه الأكاديمي، فإن من الصعب على الباحث أن يكتشف هذه الفجوات بشكل دقيق. وفي جامعة الإمام المهدي، تظهر هذه التحديات بوضوح، حيث يعاني الكثير من الباحثين من نقص في الوصول إلى الدراسات الحديثة، مما يؤدي إلى ضبابية في تحديد الفجوة البحثية. والي ضعف التمويل ،
إحدى أهم العوامل التي تؤدي إلى هذه الفجوة هي عدم استقلال الجامعات التي تعمل تحت ضغط أوامر موجهات خارجية نظام بحثي عقيم او غير لا يكفل التقدم والتطوير ولا يخدم المجتمعات بصورة مباشرة ولاتوجد بروتوكولات تعاون بينها وبين المجتمع الصناعي او المؤسسات المدنية او العسكرية في مجالات البحوث وحل المشكلات ، قد تؤثر سلبا على حرية البحث العلمي كما هو موجود اليوم . فبدلاً من أن تكون الجامعات مركزًا للنقد والتطوير، تصبح جزءًا من النظام الإداري القاسي الذي يقيد التطور المعرفي في البلاد. إذ تنعدم الأساسات الاستراتيجية التي من المفترض أن تقوم عليها الدراسات والأبحاث، مما يؤدي إلى ضعف التخطيط السليم الذي يؤثر بدوره على نوعية الإنتاج البحثي.

بجانب ذلك، يعاني البحث العلمي في جامعة الإمام المهدي من ضعف الإمكانيات المادية والتقنية. لا تقتصر المشكلة على نقص التمويل المخصص للبحث العلمي فحسب، بل تشمل أيضًا نقص الأدوات والأجهزة المتخصصة التي يحتاجها الباحثون لإجراء دراساتهم. حتي ابسط المحفزات لا توجد جامعه الامام المهدي بصورة ناقدة و فاحصة علي سبيل المثال لديها قسم تصنيع غذائي كامل لم تصنع عصير حتي الآن يجب ان تعمل كل كلية علي ابتكار حلول للنهوض بدورها وهذه العوامل، بدورها، تؤدي إلى تضاؤل فرصة الباحثين في إحداث تأثير حقيقي في المجالات التي يهتمون بها. كيف يمكن للباحث أن يملأ الفجوة البحثية في ظل هذه الصعوبات؟

من أجل التغلب على هذه التحديات، يجب أن يتم تعزيز الفهم العام حول أهمية البحث العلمي في بناء وتطوير المجتمع. يتطلب ذلك *الاستثمار في البنية التحتية* الجامعية من حيث توفير الأدوات اللازمة وتنظيم ورش تدريبية للباحثين حول كيفية تحديد الفجوات البحثية بشكل دقيق. كما يجب أن يتم العمل على *تشجيع التعاون الدولي* من خلال تبادل المعرفة مع الجامعات والمراكز البحثية المتقدمة عالميًا، وفتح آفاق جديدة للباحثين السودانيين في الجامعات العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن *الخطوة الأكثر أهمية* تكمن في *إعادة صياغة سياسات البحث العلمي في السودان بشكل عام، من خلال استقلال الجامعات وتمويل المشاريع البحثية وتطوير الأنظمة التي تدعم البحث الأكاديمي. هذه الخطوات ستساهم في تعزيز النشاط البحثي داخل جامعة الإمام المهدي وجميع الجامعات السودانية الأخرى، مما يؤدي إلى الحد من الفجوة البحثية الملموسة. الفرصه الان مشرعه امام إدارة جامعه الامام المهدي للاستفادة من احتضانها للجامعات الكبري لتسير عملية الامتحانات فهي استضافت كميه من الجامعات ، يمكن العمل معها والمدير مسؤول مباشرة من هذا الملف لابتكار اتفاقيات وحواضن مع الجامعات التي عملت في جامعاتنا ، فهذه مسؤولية المدير ….

في النهاية، يمكن القول إن الفجوة البحثية في جامعة الإمام المهدي، وكذلك في باقي الجامعات السودانية، هي نتاج تحديات متنوعة ولكنها قابلة التجاوز إذا توفرت الإرادة السياسية والموارد الكافية. من خلال استراتيجيات مدروسة وتعاون أكاديمي فعال، يمكن للسودان أن يعيد بناء مكانته في مجال البحث العلمي ويحقق طفرات علمية وتقنية تسهم في تطوير البلاد بشكل عام.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.