الجاسر

رماح أحمد تكتب ….لنخلع جاهلية التعصب

متابعات الجاسر نت الإخبارية

لنخلع جاهلية التعصب

غريبة هي الحياة التي نعيشها الآن، أصبحنا نفعل أشياء لم تكن فينا، لأنها من الأساس زرعت من الصغر، تلك البذور صارت أكبر مما توقعوا، اعتقدوها ستزول بمجرد أن فصلونا، ولكنها أثمرت حممًا هالكة.

بغض النظر عما جرى في سوداننا قديمًا، باستطاعتنا أن نغير ما صُنع فينا، أن نطرد جاهلية العرق والأصل، أن نتوحد بأيدٍ لا تفرز اللون أو القبيلة، ولا حتى طريقة نطقنا للكلمات، بأيدٍ تعرف روح البلد، روح الإنسانية، والتمسك بالأصالة والرحمة.

أن نعي بأننا أفضل، ولنقولها لتصل عنان السماء، سنكمل، سنتحد، سنبقى سندًا. لقد جمعنا النيل والأرض والسكن، جمعتنا روابط دم ولحم وقرابة وصداقة، لأننا بالأصل واحد، ليس هناك فرق.

يعيق تفكيري عندما أجد مقالًا لكبار الشخصيات المخضرمة، يكتب عن فصلنا، عن تشريدنا، لأننا ببساطة تكلمنا عن ما سُلب ونهب منا جهرًا وفي الخفاء.

ذهبت عقولنا خلف حاجات جاءت بالحرب على عجل، سفكت دماءً لم تعرف للحياة لونًا، صغارًا وكبارًا، سرقة ابتسامتنا، وضاع الأمن منا، تلك حربًا لم نلقَ منها سوى الهلاك، زحزحت آمالنا، وأحرقت الأحلام، جفت دموع عيوننا، وبكى الصغير على القمم، ضعنا، ذاك السلاح قتيلنا.

لا نكسب في الحرب، لا وجود لفائز، يوجد من مات ابنه، من ضاع أهله، من تخلى عن ما كان يجنيه من أجل سلامته، شُرد الوطن، أصبحنا نازحين في بلادنا.

ألم نعي بعد أن الحرب حنطلا فتاكًا، لنضع السلاح جانبًا، لنتحدث، لنسمع بعضنا، لنربط أصواتنا بالحوار قوة، لنحفظ ما تبقى من حلم. لنراجع أنفسنا قليلًا من غير جلد الذات، لننسى ما حدث، لنسطر بداية يخلدها الزمن.

جمعنا نبض الوطنية سابقًا، لنحيي تلك النبضة ثانية، لتستفيد من خبراتنا، لنزدهر تارة أخرى، ليسعنا الوطن.

.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.