مأساة كوستي… وباء الكوليرا يجتاح المدينة: حرب بيولوجية أم كارثة طبيعية؟ أسماك ميّتة وشهادات صادمة تكشف الغموض
متابعات - الجاسر نت

كوستي – متابعات – الجاسر نت – في تطورات مروّعة هزّت مدينة كوستي السودانية، انتشرت أنباء عن تفشٍّ غامض لوباء الكوليرا، تزامنًا مع مشاهداتٍ لأسماك نافقة بكميات كبيرة على ضفاف النيل الأبيض، مما أثار موجةً من الذعر والاتهامات بوجود “حرب بيولوجية” خفية تُستهدف بها المنطقة!
أكّد عدد من السكان المحليين لـ”المرجع الإخباري” أنهم شاهدوا آلاف الأسماك تطفو ميتةً على سطح النهر قبل أيام من ظهور حالات الكوليرا، واصفين المشهد بأنه “كابوس لا يصدق”. أحد الصيادين، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال: “رائحة الموت غطّت المنطقة… كأن شيئاً ساماً تسرّب إلى المياه”. بينما ربط آخرون بين الظاهرة وتصاعد الحديث عن اشتباكات عسكرية قريبة، متسائلين: “هل يجربون أسلحة جديدة علينا؟”.
أعلنت منظمات محلية عن تسجيل عشرات الإصابات بالكوليرا في مستشفيات كوستي، مع تأكيدات على نقص حاد في الإمدادات الطبية. من جهتها، لم تنفِ السلطات وجود الوباء لكنها تجنّبت التعليق على تقارير “الأسماك النافقة”، بينما طالب ناشطون بتحقيق دولي عاجل، مشيرين إلى أن تكتم الحكومة يغذي الشكوك حول “سيناريو مُفتعل”.
في تحليلٍ مثير، أشار الدكتور علي حسن، الخبير في الأوبئة، إلى أن نفوق الأسماك المفاجئ غير مألوف في المنطقة، قائلاً: “هذا قد يشير إلى تلوث المياه بمواد كيميائية أو بيولوجية قاتلة، ربما نتيجة تجارب أو هجمات مُتعمّدة”. كما لفت إلى أن انتشار الكوليرا بهذه السرعة “مشبوه”، خاصة مع عدم وجود فيضانات أو كوارث طبيعية تفسِّره.
تأتي هذه الأحداث في ظل أوضاع سياسية وأمنية متوترة في السودان، حيث تتداول تقارير استخباراتية عن وجود مختبرات حوثية أو إيرانية قريبة من الحدود، وهو ما يغذي نظريات المؤامرة. وفي عام 2022، حذّرت الأمم المتحدة من استخدام الأوبئة كأداة حرب في النزاعات الإفريقية.
بينما تنفي جماعات محلية وجود أي دليل على “هجوم بيولوجي”، تؤكد منظمة الصحة العالمية أنها تتحقق من عيّنات المياه والأسماك النافقة. لكن الغموض يكتنف كوستي، والسيناريو الأسوأ يلوح: هل تُختبر المدينة كساحة حرب جديدة؟ أم أن الكارثة نتيجة إهمال بيئي؟
السلطات تطالب السكان بـ”الهدوء”، لكن الروائح الكريهة من النهر والأسِرَّة المكتظة في المستشفيات تُذكِّر العالم بأسئلة القرن الماضي: هل البشرية حقّاً تتعلم من أخطائها؟ أم أن الأوبئة أصبحت سلاحاً للدمار؟