الصين تتفوق عسكريا على أمريكا
متابعات الجاسر نت

في وقت تتخبط فيه واشنطن تحت قيادة دونالد ترمب، وتسود حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، تمضي الصين قدمًا في تعزيز قدراتها العسكرية، واضعةً نصب أعينها إنهاء التفوق الأمريكي الذي استمر لعقود. وأحدث خطوة في هذا السباق العسكري تتمثل في تطوير قاذفة الشبح H-20، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها نقطة تحول في ميزان القوى، وقد تفرض تحديًا غير مسبوق على الهيمنة الجوية الأمريكية.
H-20: السلاح الصيني
لطالما اعتمدت الولايات المتحدة على تفوقها الجوي، خاصة مع امتلاكها أسطولًا من القاذفات الإستراتيجية مثل B-2 Spirit والقادمة B-21 Raider، مما منحها القدرة على تنفيذ ضربات عابرة للقارات دون منازع. غير أن ظهور H-20 يغير قواعد اللعبة، إذ تم تصميمها خصيصًا لمضاهاة هذه القاذفات، مع قدرات خفية متقدمة وأداء إستراتيجي قد يجعلها قادرة على اختراق الدفاعات الأمريكية المتطورة.
وعلى الرغم من تكتم الصين الشديد حول تفاصيل القاذفة، إلا أن بعض التقارير الاستخباراتية تشير إلى أنها ستكون قادرة على حمل أسلحة نووية وصواريخ كروز طويلة المدى، مما يمنح الجيش الصيني القدرة على توجيه ضربات عميقة داخل الأراضي الأمريكية، وهو أمر لم يكن ممكنًا سابقًا إلا للولايات المتحدة نفسها.
سباق القاذفات
وفي حين يشكك بعض الخبراء في مدى تقدم H-20 مقارنة بمنصات التخفي الأمريكية، إلا أن البنتاغون حذر منذ عام 2018 من أن تطوير قاذفة عابرة للقارات يمكن أن يمنح الصين قدرة هجومية تصل إلى مناطق مثل اليابان، الفلبين، وحتى جزيرة غوام الأمريكية. وإذا تمكنت بكين من تطوير نسخة قابلة للتزود بالوقود جوًا، فقد تمتد قدرتها الضاربة إلى عمق الولايات المتحدة نفسها.
لكن رغم هذا التقدم، لا تزال واشنطن تراهن على قاذفتها القادمة B-21 Raider للحفاظ على تفوقها الجوي، إذ تتميز بتقنيات شبحية تفوق ما هو متاح للصين وروسيا حتى الآن. ومع ذلك، فإن تراجع الاستثمار في الأبحاث العسكرية الأمريكية، والانقسامات السياسية التي تعصف بالإدارة الحالية، قد تمنح بكين الوقت الكافي لتقليص الفجوة.
صراع محتدم
ويشهد العالم صراعًا إستراتيجيًا محتدمًا بين الصين والولايات المتحدة، يمتد عبر مجالات عدة، أبرزها التفوق العسكري، والهيمنة الاقتصادية، والتطور التكنولوجي. فبينما تعتمد واشنطن على إرثها الطويل في قيادة النظام العالمي، تسعى بكين إلى كسر هذه الهيمنة عبر تعزيز قدراتها العسكرية، كما يظهر في تطوير قاذفة الشبح H-20، والتوسع في مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى فرض نفوذها الاقتصادي عالميًا. في المقابل، تحاول أمريكا كبح الصعود الصيني من خلال العقوبات الاقتصادية، وحظر تصدير التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز تحالفاتها في آسيا والمحيط الهادئ. وهذا التنافس المتصاعد قد يعيد تشكيل النظام العالمي، خاصة إذا استمرت الصين في تضييق الفجوة مع الولايات المتحدة.
موازين القوى
وبينما يركز ترمب على معاركه الداخلية، تسعى الصين إلى استغلال هذه الفجوة لتعزيز موقعها كقوة عظمى عسكرية. فالصين تنافس أمريكا في جميع المجالات، وتسعى لكسر تفوقها العسكري والاقتصادي والتكنولوجي.
وواشنطن لا تزال متقدمة، لكن انقساماتها الداخلية قد تمنح بكين الفرصة للحاق بها أو تجاوزها. ومع استمرار H-20 في التطوير، يواجه البنتاغون معضلة حقيقية: هل ستكون الولايات المتحدة قادرة على مواكبة تسارع الصين العسكري، أم أن عصر الهيمنة الأمريكية يقترب من نهايته؟