الاستاذ الدكتور عبد العظيم اكول…يكتب…. شعر ثقافة ادب موسيقي
متابعات الجاسر نت

بسم الله الرحمن الرحيم
شعر ثقافة ادب موسيقي
وقفات مع شاعر الورد الشاعر المبدع عبد الرحمن محمد بخيت
رحلة في بساتين الزهور والورود الرحيق والندي والفراشات الانيقة في بستان البخيت
الاستاذ الدكتور
عبد العظيم اكول
نتوقف هذا الاسبوع عبر هذه المساحة التي خصصناها للشعر والادب والثقافة والموسيقي والالحان..مع شاعر مرهف الاحاسيس رقيق العبارة..متقد العاطفة نبيل في احساسه الدفاق نحو قيم الخير والجمال والحب والانسانية ..انه الشاعر الشفاف عبد الرحمن محمد بخيت الذي رافقته منذ بدايته الشعرية وكان اللقاء بيننا في العام ١٩٨٤م..وشكل معي ورفيق الدرب مختار دفع الله ثلاثي لايفترق ابدا حتي هجرته للخليج والعمل في الامارات العربية المتحدة وظل يرفد الساحة الشعرية والغنائية بالاشعار الغنائية التي قدمها عدد كبير من المطربين والمطربات..لذلك ظل الي يومنا هذا يشكل حضورا طاغيا في الاوساط الفنية والابداعية داخل وخارج السودان وشاعرنا المطبوع عبد الرحمن البخيث من ابناء الجزيرة قرية تنوب ويمت بصلة القرابة للمطرب الراحل الامين عبد الغفار الذي تغني له بعدد من الاغنيات الجميلة..
وعبد الرحمن عضو اصيل في اتحاد شعراء الاغنية السودانية وقد اشاد به كبار الشعراء الرحلين السر دوليب وحسن الزبير ومحمد يوسف موسي وكذلك الشعراء تجاني حاج موسي وتاج السر عباس ومختار دفع الله..
اذن لنقف معا علي بعض ماافاض به علي الساحة الفنية والابداعية من شعر جميل موشي بالحنين ولواعج الاشواق وحبه لمدينته تنوب واهلها الاكارم..حيث شهدت تنوب طفولته الباكرة واللهو بين الجداول وخرير المياه وزخات المطر وعصافير زاهية تملا اشجار تنوب فضلا عن القماري وطيبة اهلنا في الجزيرة..لذلك جاء شعره معطونا برائحة البلد وسماحة السودان العزيز الغالي..
يقول في قصيدته..
انا ما ظلمتك
حرام انا ماظلمتك يوم
ليه بتجيني تتظلم
سقيتك من حنان قلبي
وسبت قليبك اتبسم
ليه ترميني ياقاسي
في نار العذاب والهم
وفي القصيدة اشارات واضحة لما لاقاه من لواعج الصد والهجران من محبوبه..
في قصيدته التي صدح بها المطرب حسن سليم..جاء فيها
كنت بحلم بي لقاكي
وزفة الشوق النضيرة
ولمة الناس في الاماسي
وبسمة منك ياالاميرة
ايدي لي ايدك تسالم
وتبدا بيناتنا المسيرة
بس لقيتك حلم ضايع
ولحظة خداعة ومثيرة
وهي اغنية وجدت رواجا كبيرا..
ثم نجنح الي قصيدته انتظرنك والتي تغني بها المبدع خوجلي هاشم..
نجد كذلك ان شاعرنا عبد الرحمن وهو يتجول معنا في بساتينه وحدائقه الوردية يحط بنا الرحال في قصدته البديعة..انتظرتك..
والتي لحنها الملحن الموسيقار مناضل احمد عباس تعتبر واحدة من الروائع البديعة التي جادت بها قريحة شاعرنا الرهيف المتالق الذي ينثال وجدا وحبا وجمالا..
كذلك فقد تغنت له المطربة المتمكنة سمية حسن بقصيدة..غصب عني وهي من الحانها ايضا..
غصب عني افوت دياري
امشي للغربة وصعابا
نفسي ابقي ورود جميلة
ضاحكة بين كل الغلابة
امسح الدمعة الحبيسة
التايهة بين اهلي التعابة
ثم
يسوقنا في شاعرية باهرة..في نفس الاغنية..
نفسي اهدي الناس محنة
ما نحنا بس اهل المحنة
ما بنعرف يوم عداوة
لا جراحات لا مظنة
لا دموع بتفيض تجرح
نحنا كان دنيانا جنة
لا حرب تحصد اهلنا
لادمار في بيوت حبايب
شلنا ذكراها ورحلنا
ثم يختتم الاغنية..
يابلد في عيوني شايلك
وين مشيت انا لسه فيك
كل يوم بصبح بسالم
وانشد الشوق انا في وشيك
لا منافي حزينة تنفع
ولا دموعك خايلة فيك
نفسي ارجع لي ترابك
ياوطن مشتاق اجيك
وبكرة بالاحضان اجيك
ويلاحظ المتفرس في القصيدة ان شاعرنا المبدع عبد الرحمن بخيت يتذكر مرتع صباه في الجزيرة بتنوب العزيزة عليه وتسكن وجدانه ويعشقها بكل جوارحه حتي الثمالة..كذلك لاقت القصيدة هوي في نفس المطربة الجميلة سمية حسن وهي ايضا من الجزيرة..مدينة الحصاحيصا ..شاعرنا في غربته بالامارات ومطربتنا في غربتها بجمهورية مصر العربية وقد التقيا في الاحساس والواجدان نحو البلد العزيز
نتوقف هنا ونلتقي في براحات قادمة مع شاعر الورد الذي يحتاج منا الي عدة حلقات حتي نوفيه حقه كواحد من الشعراء الافذاذ الذين شكلوا وجدان الشعب السوداني ..