حميـدتي يهاجم البرهان ويهدد دول مجاورة
متابعات _ الجاسر نت _ ادلى قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مساء الثلاثاء، بخطاب مطوّل اتسم بنبرة تصعيدية حادة، هاجم فيه قيادة الجيش السوداني، متهمًا إياها بارتكاب “جرائم ممنهجة” ضد المدنيين، ومهددًا باستهداف مطارات وطائرات في دول الجوار إذا ثبت استخدامها في عمليات عسكرية ضد قواته.
وقال حميدتي، في مستهل خطابه الذي بث عبر وسائل إعلام تابعة لقواته، إن حديثه يأتي “تضامنًا وعزاءً لقبيلة المجانين” بعد مقتل ناظرها وعدد من أعيان الإدارة الأهلية في منطقة المزروب بولاية شمال كردفان، زاعمًا أن الهجوم تم بواسطة ما وصفه بـ”جيش الحركة الإسلامية”، في إشارة إلى القوات المسلحة، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للوقوف على ملابسات الحادث.
ووجّه حميدتي انتقادات حادة لرئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، متهمًا إياه بأنه جزء من “الحركة الإسلامية بقيادة علي كرتي”، ومحمّلاً إياه مسؤولية قصف الأحياء المدنية بالطائرات المسيرة في عدد من الولايات، مؤكداً أن هذه الهجمات “استهدفت المواطنين الأبرياء والإدارات الأهلية والحواضن الاجتماعية”.
وفي لهجة بدت أقرب إلى إعلان تعبئة عامة، دعا حميدتي قوات الدعم السريع وحلفاءه، خاصة قوات “تأسيس”، إلى “التوجه فورًا إلى ميادين القتال”، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمهيد لمرحلة جديدة من التصعيد الميداني، بعد سلسلة الانتكاسات التي منيت بها قواته في الأسابيع الأخيرة.
وفي ختام خطابه، أطلق حميدتي تهديدًا مباشرًا، قائلاً إن أي طائرة “مسيّرة أو مقاتلة” تنطلق من أراضٍ أو مطارات في دول الجوار وتُستخدم في الهجوم على قواته “ستُعامل كهدف مشروع”، مضيفًا أن “المطارات التي تُستخدم لشنّ عمليات ضد السودان لن تكون بمنأى عن الرد”.
ويأتي هذا التصعيد من جانب قائد المليشيا في وقتٍ تتزايد فيه حدة المواجهات مع الجيش في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم، بالتزامن مع ضغوط إقليمية ودولية متصاعدة لإحياء مسار المفاوضات ووقف إطلاق النار. ويرى مراقبون أن الخطاب يحمل رسائل مزدوجة، داخلية لتحفيز قواته المنهكة ميدانيًا، وخارجية لإرسال تحذيرات مبطّنة للدول المتهمة بدعم الجيش السوداني عسكريًا ولوجستيًا.
