الجاسر

الكاتب والمحلل السياسي مكاوي الملك .. هل ستقبل الحكومة بهدنة إنسانية؟

الجاسر نت الاخبارية

الكاتب والمحلل السياسي مكاوي الملك .. هل ستقبل الحكومة بهدنة إنسانية؟

متابعات _ الجاسر نت الاخبارية _ الكاتب والمحلل السياسي مكاوي الملك كتب تحليلاً مطوّلاً بعنوان «اطمئنوا.. السودان تجاوز أخطر مرحلة»، أكد فيه أن السودان بشعبه وجيشه استطاع عبور المنعطف الأخطر في تاريخه الحديث، مشيراً إلى أن ما يجري حالياً في واشنطن ليس تفاوضاً سياسياً حقيقياً بل يمثل، بحسب وصفه، «بداية النهاية لمشروع المليشيا».

وأوضح مكاوي أن السودان دخل مرحلة جديدة من التوازن الاستراتيجي والسياسي بعد توقيع شراكات إقليمية ودولية بمليارات الدولارات مع قوى كبرى، ما يعزز موقعه في معادلة الإقليم، مضيفاً أن ميزان القوى الميداني والسياسي انقلب لصالح الدولة بعد سلسلة من النجاحات العسكرية.

وأشار إلى أن الإمارات، وفقاً لتقارير غربية أبرزها صحيفة Le Monde ووكالة AFP، استخدمت آخر أوراقها الميدانية عبر إدخال طائرات مسيّرة ومنصات متطورة إلى الميدان لضرب منشآت سودانية، في محاولة للضغط على الحكومة وإثارة ضجيج إعلامي متزامن مع دفع قواتها نحو واشنطن تحت غطاء “المحادثات الإنسانية”.

وأضاف أن التحقيقات الدولية كشفت أن الطائرات المسيّرة التي استهدفت الخرطوم انطلقت من مطار نيالا الذي تحوّل إلى قاعدة رئيسية للمليشيا بدعم إماراتي مباشر، وأن ميناء بوصاصو في الصومال أصبح محطة لوجستية لتوريد السلاح إلى دارفور في انتهاك صارخ لحظر السلاح المفروض على السودان منذ عام 2004.

وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية في واشنطن، أوضح مكاوي أن الولايات المتحدة والرباعية (واشنطن، الرياض، القاهرة، أبوظبي) تسعى لتمرير هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، إلا أن واشنطن تحاول إعادة إنتاج سيناريو جدة الفاشل وتقديمه كمسار إنساني لتغطية فشلها السياسي والعسكري في السودان.

وأكد أن الحكومة السودانية قد تقبل هدنة إنسانية محدودة لكن وفق شروط وطنية صارمة، بحيث تُدار عمليات الإغاثة عبر مؤسسات الدولة فقط، لا من خلال ممرات أجنبية تمنح المليشيا فرصة لإعادة التموضع أو التسلح.

وطرح مكاوي ثلاثة سيناريوهات محتملة للمباحثات الجارية:

1. هدنة إنسانية قصيرة الأجل تُدار بإشراف الحكومة لإظهار المرونة الدولية دون المساس بالعمليات العسكرية.

2. فشل المفاوضات نتيجة إصرار واشنطن على إشراك المليشيا كطرف سياسي، ما سيقود إلى تصعيد ميداني واسع من قبل الجيش.

3. مناورة أميركية لتمرير وقف شامل لإطلاق النار تحت غطاء إنساني، وهو ما وصفه الكاتب بـ«الخطة المكشوفة» التي لن تنطلي على القيادة السودانية.

واختتم مكاوي تحليله بالتأكيد أن نفي الحكومة وجود مفاوضات سياسية ليس تراجعاً، بل تكتيكاً سيادياً محسوباً، يهدف إلى طمأنة الداخل بأن لا تنازلات أو شرعية للمليشيا، وإرسال رسالة للخارج بأن السودان منفتح على التعاون الإنساني دون خضوع سياسي.

وختم بالقول:

> “السودان اليوم لا يفاوض من موقع ضعف، بل من موقع قوة ميدانية وسياسية متماسكة. من يملك الأرض والشعب والشراكات الاستراتيجية، يملك القرار والسيادة.”

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.