(عاجل) .. إلى السيّد وزير الداخلية
بقلم : العميد شرطة (م) محمد أبو القاسم

يحمد لقيادة الدولة تمسكها بتعيين وزير الداخلية من بين ضباط الشرطة وهذا فهم متقدم باعتبار أن وزير الداخلية هو المشرف المباشر على قوات الشرطة التي هي العمود الفقري لوزارة الداخلية ومن أهم واجبات وزير الداخلية إجازة الخطط والسياسات العامة لقوة الشرطة بعد التشاور.
ويحمد للسيد وزير الداخلية توجيهاته لقيادة الشرطة بالانتقال إلى عاصمة البلاد بعد تحريرها وإعلانها خالية من التمرد ثم متابعته الميدانية لتنفيذ تلك التوجيهات بزياراته الميدانية للقوات في مقارها ومباشرة أعمالها من داخل هذه المقار.
لكن يا سيادة الوزير ليس هذا هو المطلوب في هذه المرحلة الهامة من تأريخ البلاد ، فالمواطن يريد شرطة مختلفة بعد هذه الحرب شرطة قوية يشعر معها بالأمن والطمأنينة لا يريد المواطن شرطة قابعة في المكاتب وتتخندق في المقار يراها ولا يشهد لها فعلا وإنجازا.
يا سيادة الوزير لا بد من ثورة في وزارة الداخلية تغير من طبيعة العمل الشرطي بتعديل السياسات العامة وصناعة الخطط ذات الأهداف المباشرة في دعم العملية الأمنية بخلق جبهة داخلية قوية ومتماسكة محاطة بسياج أمني عصي على الاختراق.
يا سيادة الوزير ينبغي أن تركز جهدك في أن يصل المواطن لمرحلة الرضا عن الأداء الشرطي بإعادة النظر في خطط الشرطة، و باستيعاب المواطن نفسه ليكون داعما وسندا لتنفيذ هذه الخطط.
يا سيادة الوزير لا بد من النظر في المعوقات التي تقعد من دور الشرطة وتقدح في أدائها واعتقد أنه من المهم مطالبة قيادة الدولة بمراجعة وتعديل القوانين التي تعزز من سلطات الشرطة وتسندها بالقدر الذي يمكنها من القيام بواجباتها في هذه المرحلة التاريخية المهمة، وحتى يعود المواطن لبلده وهو أكثر ثقة في عمل الشرطة وأدائها ، وليس عندي شك في تفاعل قيادة الدولة مع هذا المطلب وهي تنشد أمن واستقرار المواطنين.
يا سيادة الوزير نريد ظهورا جديدا للشرطة ،شرطة تنتشر ميدانيا بآلياتها، وسيرا على الأقدام، شرطة تستدعي وتكلف بالحضور، وتراقب، شرطة تشتبه وتحاصر وتفتش وتقبض، تغلق الطرق وتغير المسارات، شرطة تتم متابعة بلاغات المواطنين فيها وفقا لتسلسلها الهرمي ،فلا يضيع حق لمواطن ولا يقيد بلاغ ضد مجهول ويتعافى العمل الجنائي.
يا سيادة الوزير بالمختصر المفيد نريد شرطة مهابة يعمل لها ألف حساب ،لها القدرة على بسط هيبة الدولة وحفظ أمنها وتحقيق الطمأنينة والسلامة لمواطنيها ،يحس معها المواطن بالأمن ويتفاعل معها ويساعدها ويكون شريكا لها في القيام بواجباتها.
السيد الوزير لقد هيأ الله لك أن تشرف إشرافا مباشرا على هذه القوة التي تكفل الأمن للمواطن فإستعن بالله وتوكل عليه وشاور في الأمر ، ثم إتخذ من القرارات والخطط ما يمكن للشرطة من القيام بواجباتها بعد هذه الحرب بطريقة مختلفة وغير تقليدية، وستدخل التأريخ من أوسع أبوابه.