إدريس أمام الجمعية العامة: معركة السودان وجودية والسلام خيارنا الوحيد”

نيويورك – أبوذر الشعراني

في خطاب حمل نبرة قوية ورسائل مباشرة إلى المجتمع الدولي، أكد رئيس وزراء السودان د. كامل الطيب إدريس، أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده تخوض معركة وجودية ضد “مليشيا الدعم السريع المتمردة” التي وصفها بالإرهابية، محذراً من استمرار تدفق السلاح والمرتزقة إليها، ومشدداً على أن ذلك يهدد ليس فقط استقرار السودان بل أمن المنطقة بأسرها.

وقال إدريس، وهو أول رئيس وزراء مدني يتم تعيينه بسلطات مستقلة في ظل المرحلة الانتقالية، إن الحكومة السودانية “تلتزم بخارطة طريق وطنية للسلام”، تتضمن وقف إطلاق النار وانسحاب المليشيا من المدن المحتلة ورفع الحصار عن مدينة الفاشر، إلى جانب عودة النازحين واللاجئين بكرامة وأمان، وتنظيم حوار وطني شامل يقود إلى انتخابات حرة ونزيهة بمراقبة إقليمية ودولية.

وأضاف رئيس الوزراء:

“السودان ينزف، لكن وسط الرماد هناك نبض لا يموت، ينبض في صلاة اللاجئ وفي غناء الأم لطفلها تحت سماء مفتوحة. أملنا يتجدد في وحدتنا، وقوتنا تكمن في سلمنا”.

وأشار إدريس إلى أن العقوبات والتدابير القسرية الأحادية تعرقل جهود التنمية وتفاقم معاناة الشعوب، مجدداً رفض السودان لاستغلال حقوق الإنسان كوسيلة ضغط سياسي، كما دعا إلى تصنيف “الدعم السريع” كمنظمة إرهابية.

وفي رسائل خارجية، شدد رئيس الوزراء السوداني على أن “لا استقرار ولا أمن في الشرق الأوسط من دون حل عادل للقضية الفلسطينية”، مؤكداً دعم السودان لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما أدان ما وصفه بـ”الاعتداء الإسرائيلي على سيادة دولة قطر”.

واختتم إدريس خطابه قائلاً:

“سأبذل كل ما في وسعي للانتصار لكرامة الشعب السوداني وعزته، ولن نقبل أي إملاءات تتعارض مع سيادتنا وأمننا القومي وملكيتنا الوطنية في تحقيق السلام العادل”.

الخطاب قوبل بترقب دولي، إذ يُنظر إليه كأول إطلالة لرئيس الوزراء المدني الجديد أمام المحفل الأممي في لحظة فارقة من تاريخ السودان.