الأستاذ محمد عمر أبوزرائب يكتب….العاملون في التعليم العالي والرواتب غير الكافية

العاملون في التعليم العالي والرواتب غير الكافية: مأساة تتطلب تدخلاً عاجلاً
بقلم: الأستاذ محمد عمر أبوزرائب

يعيش العاملون في قطاع التعليم العالي في السودان وضعًا مأساويًا، تحت وطأة ضغوط نفسية متزايدة وتحديات معيشية خانقة، نتيجة ضعف الرواتب التي يتقاضونها، والتي لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للأسرة.

لقد دفع هذا الواقع المؤلم العديد من الأساتذة إلى ترك وظائفهم الأكاديمية، بحثًا عن فرص عمل أكثر استقرارًا تُمكّنهم من تلبية متطلبات الحياة اليومية. وإذا استمر هذا النزيف المعرفي، فإن الدولة مهددة بخسارة كوادرها العلمية المؤهلة، في وقت هي بأمسّ الحاجة إليهم للنهوض بالبحث العلمي والتعليم الجامعي.

إن تجاهل هذه الأزمة لا يمكن أن يستمر، خاصة في ظل تصاعد أسعار السلع والخدمات بوتيرة متسارعة، مما يجعل الرواتب الحالية غير قابلة للمقارنة مع سياسات السوق. ومن هنا، تبرز الحاجة الملحة إلى تدخل الدولة عبر إجازة وتطبيق الهيكل الراتبي الجديد، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من المصادقة عليه.

إن إقرار هذا الهيكل لا يمثل مجرد استجابة لمطالب العاملين، بل هو خطوة استراتيجية نحو تمكينهم من أداء رسالتهم التعليمية والبحثية على أكمل وجه، بما ينعكس إيجابًا على جودة التعليم العالي، ويسهم في دفع عجلة التنمية الوطنية نحو برّ الأمان.