الجاسر

دكتور أحمد عثمان فضيل يكتب …تأمل في التربية الوطنية

✍️ تأمل في في التربية الوطنية

دكتور أحمد عثمان فضيل

⭕تعد التربية الوطنية هي حجر الأساس في بناء الأفراد والمجتمعات وهي التي تغرس في النفوس حب الوطن وتُعزز شعور الانتماء إليه والاعتزاز بتاريخه والحرص على حاضره ومستقبله وهي ليست مجرد مادة تُدرَّس في الفصول بل سلوكٌ يُمارَس وفكرٌ يُغذَّى وروحٌ تُشكَّل بالولاء والمسؤولية.

🌐وفي السودان كان الشعر دائمًا مرآة لوجدان الأمة وأداة من أدوات التوجيه الوطني وخاصة في المراحل المفصلية من تاريخه وقد برز شعراء مثل محمد سعيد العباسي، ويوسف التني، وحسين الزهراء فخلّدوا في قصائدهم معاني الوطنية والفداء وجعلوا من الكلمة منهجًا لتربية الأجيال على حب الوطن.

🔷 يقول الشاعر محمد سعيد العباسي :

أنا إنْ متُّ فافتحوا قبرَ صدري
تجدوا السودانَ فيهِ مقيمَا
أنا ما زلتُ في ضميري فتىً
يحملُ السودانَ نورًا عظيما

🌻 هنا تتجلى أصدق معاني الوطنية فالوطن لا سكن الجغرافيا فقط بل سكن للقلب والضمير وهذه من أهم رسائل التربية الوطنية.

🔷 ويقول الشاعر يوسف التني في حبه للسودان:

وطني لو شغلتُ بالخلد عنهُ
نازعتني إليه في الخلد نفسي
أنا السودانُ في قلب الزمان
أنا للعلم ساريةٌ وللمجدِ جرسِ

*🔆 في هذه الأبيات اعتزاز بالوطن ودعوة للعلم والمجد وهو ما تسعى التربية الوطنية لغرسه في نفوس النشء: حب الوطن بالعمل والعلم.*

🔷 أما الشاعر حسين الزهراء فقد كتب في واحدة من أجمل قصائد الوطنية السودانية :

بلادي أحبك فوق الظنون
وأشدو بحبك في كل حين
وحين يرنُّ نداء الفداء
أُقدّم روحي بلا تردُّدين

🌻 هذا اللون من الشعر يُعلّم أن حب الوطن ليس مجرد عاطفة، بل التزامٌ واستعدادٌ للتضحية وهو جوهر ما تسعى التربية الوطنية لبنائه في الأجيال.

❇️إن الوطن لا تُبنيه مواد البناء وحدها، بل تُبنيه القلوب العامرة بحبه، والعقول المؤمنة برسالته والسواعد المخلصة في خدمته والتربية الوطنية هي السبيل لتخريج جيل يُشبه أولئك الشعراء الذين تغنّوا بالسودان وافتخروا به لا من أجل المديح، بل من أجل أن يزرعوا حب الوطن في القلوب ويُورّثوه للأجيال.

فليكن العباسي والتني والزهراء قدوتنا، ولتكن قصائدهم منابع ننهل منها قيَم الوطنية الخالدة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.