حرب الرسوم الجمركية الوشيكة تنزر بركود لم يشهده العالم منذ أكثر من قرن
منذ انطلاق ولايته الثانية رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية اصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مجموعة من القرارات التنفيذية تضمنت حزمة قرارات بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة ١٠٪ على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة الأمريكية و ستُفرض رسوم جمركية أعلى على حوالي 60 دولة أو تكتلا تجاريا، في خطوة تصعيدية من شأنها أن تُشعل حربا تجارية عالمية وسيتضرر العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة بشدة مما يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب.
وتُفرض على الصين رسوم جمركية بنسبة 34٪، و هي تُضاف إلى الرسوم الجمركية الحالية البالغة 20٪ على جميع الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، بينما يُفرض على الاتحاد الأوروبي 20٪. و استحوذت الصين والاتحاد الأوروبي على حوالي ربع إجمالي واردات الولايات المتحدة في 2024، وهما من بين أكبر 3 موردين للواردات الأمريكية إلى جانب المكسيك،
و تدخل هذه الرسوم الجمركية حيز التنفيذ يوم الأربعاء ٩/ابريل الجاري و فى حفل عشاء للحزب الجمهورى قال الرئيس ترمب أن الرسوم الجمركية ستكون ( أسطورية بطريقة إيجابية.) من جانبها اتهمت الصين ترمب بالتصرف ( كبلطجى ) مصرة على رفضها إلغاء رسومها الجمركية الانتقامية على الولايات المتحدة الأمريكية و قال متحدث باسم هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية الرسمية ( أن الصين لا تفتعل المشاكل و لكنها لا تخشاها ) واضاف الصين ستقاتل حتى النهاية مع انها لم تغلق باب الحوار و مضى يقول الصين لم تبدى ضعفا و لن تساؤم و شدد على قوله سنظهر للعالم أجمع عزمنا الراسخ فى حماية النظام التجاري متعدد الأطراف.
و منذ إعلانها أحدثت صدمة عنيفة فى الأسواق المالية العالمية حيث بدأت مؤشراتها فى التراجع الملحوظ تبدو فى الأفق و على نحو متسارع و مشهود و تبعث على حالة من عدم اليقين فى هذه الأسواق لاسيما الأمريكية و الأوربية.
و وصف الرئيس ترمب اليوم الذى اصدر فيه هذه القرارات ( بيوم التحرير ) و بشان الارتباك الذي أحدثته فى الأسواق و لدى المستثمرين والمستهلكين قال ( بلاده تمر بفترة انتقالية ) لكنه عزز ثقته فى الإجراءات التى اتخذها و قال ( نعمل لارجاع الأموال إلى مساراتها.)
بعد أن دبت المخاوف لدى رجال الأعمال والمستثمرين وبدأت مؤشرات البورصات و صناديق الأسهم العالمية فى التراجع المخيف (صمت ) الرئيس ترمب لكن فى ذات الوقت سارع المسؤولون في إدارته إلى بث روح التهدئة بهدف طمأنة المعنيين والمتاثرين بأن الأوضاع ما زالت تحت السيطرة.
فعلاً فى التعاملات الأخيرة بعد إعلان هذه القرارات سحب المستثمرون استثماراتهم بكثافة من صناديق الأسهم العالمية جراء المخاوف من التداعيات المحتملة لهذه السياسات.
و رجحت تقارير صدرت حديثا بان عدم اليقين بشان السياسات المالية و التجارية الأمريكية تعزز المخاوف من شبح الركود و أن يؤدى الى تقلبات فى الأسواق و تدهور فى ثقة المستثمرين والمستهلكين مما يؤثر سلباً على توقعات النمو.
وأثارت الصين مخاوف بشأن نشوب حرب تجارية بإعلانها ( ٣٤٪ ) رسوم انتقامية ضد الرسوم الجمركية إلتى فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب و تواجه بريطانيا والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الآسيوية خطر الدخول فى موجة ركود هذا العام بعد أن رفع الرئيس ترمب الرسوم الجمركية إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر قرن.
ولغى اقتصاديون توقعاتهم للنمو و التضخم بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية رسوم جمركية على شركائها التجاريين حيث تم رفع معدل هذه الرسوم من ( ٢,٥ ٪ ) إلى ( ٢٥,١٪ ) وهو أعلى معدل منذ عشرينات القرن الماضي.
و قالت وكالة التصنيف الائتماني ( فيتش ) أن الرسوم الجمركية الشاملة التى فرضتها الإدارة الأمريكية الجديدة بمعدل يتراوح مابين ( ١٠٪ ) إلى أكثر من ( ٥٠ ٪) ستدخل العديد من البلدان تحت وطأة الركود و ترمى بالتوقعات بعيداً اذا استمرت بهذا المعدل لفترة طويلة.
و عمق من جراح الأسواق التحزير الذى أطلقه رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ((البنك المركزي الأمريكي) من أن تأثير الرسوم الجمركية على مؤشرات التضخم و النمو ستكون أعلى من المتوقع.
