د.مالك يوسف مالك بخيت يكتب…. تأثير الحرب على الاستعداد الدراسي لتلاميذ السودان
متابعات الجاسر نت الإخبارية
تأثير الحرب على الاستعداد الدراسي لتلاميذ في السودان
د.مالك يوسف مالك بخيت
استشاري علم النفس
يُعَد التعليم حجر الأساس في بناء الإنسان والمجتمع، غير أنّه من أكثر القطاعات تأثراً بالاضطرابات السياسية والنزاعات المسلحة. وفي السودان، أدت الحرب الأخيرة إلى تدهور غير مسبوق في البيئة التعليمية، مما انعكس بشكل مباشر على الاستعداد الدراسي للتلاميذ، سواء من حيث الجوانب النفسية أو المعرفية أو الاجتماعية.
أولاً: التأثير النفسي
1. الحرب تسببت في حالة خوف وقلق دائمين وسط الأطفال نتيجة فقدان الأمان والنزوح القسري.
2. كثير من التلاميذ يعانون من اضطرابات النوم والكوابيس، مما يقلل من قدرتهم على التركيز في الدراسة.
3. فقدان بعضهم لآبائهم أو أقاربهم زاد من الشعور بالحزن والاكتئاب، وهو ما يقلل من الدافعية نحو التعلم.
ثانياً: التأثير المعرفي والأكاديمي
1. الانقطاع المتكرر عن الدراسة بسبب إغلاق المدارس أو النزوح أدى إلى فجوات معرفية كبيرة بين التلاميذ.
2. نقص الكتب والوسائل التعليمية وضعف الوصول إلى المعلمين قلّل من فرص التعلّم المنتظم.
3. ضعف البيئة التعليمية البديلة (مثل المدارس المؤقتة أو الخيام) جعل التحصيل الأكاديمي أقل جودة.
ثالثاً: التأثير الاجتماعي
1. النزوح والعيش في بيئات جديدة أدى إلى انقطاع العلاقات الاجتماعية التي تدعم العملية التعليمية.
2. بعض الأسر اضطرت لإشراك أطفالها في أعمال صغيرة للمساعدة في المعيشة، مما قلل من التفرغ للدراسة.
3. ضعف التواصل بين الأسرة والمدرسة بسبب ظروف الحرب أدى إلى غياب المتابعة التربوية اللازمة.
رابعاً: ضعف الاستعداد الدراسي
من خلال هذه العوامل النفسية والمعرفية والاجتماعية، أصبح التلميذ في السودان يواجه صعوبة في:
1. التركيز والانتباه داخل الصف.
2. التحفيز الداخلي للتعلم.
3. المواظبة على الحضور والإنجاز.
4. التكيف مع المناهج الدراسية بصورة طبيعية.
في الختام
يتضح أنّ الحرب في السودان لم تُعطّل العملية التعليمية فحسب، بل أضعفت أيضاً الاستعداد الدراسي للتلاميذ، مما يشكل خطراً على مستقبل جيل كامل. وللتخفيف من هذه الآثار، هناك حاجة ماسّة لبرامج دعم نفسي اجتماعي، وإعادة تأهيل المدارس، وتوفير فرص تعليم بديلة تراعي ظروفللمستقبل. إن إنقاذ التعليم في أوقات الحرب هو إنقاذ للمستقبل.