د.السماني ود الحاج يكتب…شذرات فكرية..
متابعات الجاسر نت الاخبارية
شذرات فكرية
د.السماني ود الحاج
رسالة في البريد من مجلس شورى العجيباب بالعبيدية
الأستاذ فتح الرحمن القاسم صوت الصدق والاتزان في الإعلام السوداني.
مجلس شورى العجيباب بالعبيدية وأسرة منتدى ديوان عجيب يدعون الله بالشفاء العاجل للأستاذ فتح الرحمن القاسم. إنه صاحب صوت الصدق والاتزان في الإعلام السوداني. الإعلامي فتح الرحمن القاسم من الأشخاص المميزين الذين اجتمعت فيهم الموهبة والأخلاق والالتزام المهني. لم يسعَ وراء الشهرة، بل هي التي كانت تتبعه بسبب حضوره القوي وصوته الهادئ وأسلوبه المتزن. هذا الأسلوب ترك أثرًا طيبًا في نفوس كل من شاهده أو سمعه.
بدأت رحلته الإعلامية في قناة الخرطوم الفضائية كمقدم أخبار. سرعان ما أصبح معروفًا لدى المشاهد السوداني. كان يتميز بصوت هادئ وواثق، وإلقاء لغوي سليم، وحيادية تامة في تناوله للأخبار. لم يكن يقرأ النصوص فقط، بل كان يؤمن برسالة الكلمة، وحريصًا على نقل الحقيقة بصدق.
تجاوزت خبرته الإعلامية حدود الوطن، حيث عمل كمعد للتقارير في قناة الجزيرة القطرية، وهي من أهم القنوات الإعلامية في العالم العربي.
لم يكن مجرد رقم في الزحام، بل لازم أعلام الصحافة مثل محمد كبير الكتبي وعمار عجول. تعلم منهم وأضاف لمسته الخاصة على العمل، مزيجًا من الاحتراف والتواضع.
في الإذاعة القومية، عمل مع رموز الإعلام السوداني مثل محمد عبد المنعم. ارتبط علميًا ومهنيًا بالدكتور عبد المطلب الفحل، العالم المتميز في اللغة والإعلام. من خلال هذه البيئة الثرية، تعلم فتح الرحمن القاسم أن الإعلام ليس مجرد وسيلة نقل، بل مسؤولية أخلاقية ووطنية.
تميز بعلاقات مهنية واسعة النطاق، تمتد داخل وخارج السودان، مما جعله مصدر ثقة واحترام في المحافل الإعلامية. لم يسعَ وراء الشهرة الزائفة، بل آمن بالعمل الجاد والانتماء الحقيقي للمهنة.
المرض يغيب الجسد، لا الأثر.
رغم أن المرض ألزمه الفراش وأبعده عن شاشات الأخبار وميكروفونات الإذاعة منذ فترة طويلة، إلا أن محبيه لا يزالون يتذكرون صوته وطلته، ويدعون له بقلوبهم كلما ذُكر اسمه. لم يكن مجرد إعلامي، بل كان مدرسة في السلوك المهني، ومرآة تعكس ما يجب أن يكون عليه الإعلامي الحقيقي.
الأستاذ فتح الرحمن القاسم قيمة وإنسان في زمن تكثر فيه الشعارات وتختفي القيم، يظل الأستاذ فتح الرحمن مثالاً للإعلام النظيف، الراقي، والمُلهم. صوته المعتدل له تأثير أكبر من الضجيج.
شذرة أخيرة
نتمنى له الشفاء التام والعودة إلى الإعلام، ليُكمل مسيرته التي لم تغب عن قلوبنا. نشكر كل من تواصل معه من أصدقاء وزملاء ومحبين. كما نشكر الدكتور أيمن هاشم، أستاذ الإعلام بجامعة الجزيرة، على تواصله مع الأهل والسؤال عن الأستاذ فتح الرحمن.