«محمد يوسف موسى»: شاعر الأغنية السودانية الذي خطّ الذكرى في قلوب الملايين
متابعات - الجاسر نت

منوعات وفنون – أبوذر الشعراني
ظلّ الشاعر محمد يوسف موسى واحداً من أبرز أعلام الشعر والغناء السوداني، محافظاً على حضوره الفني لأكثر من خمسة عقود، مقدماً ثروة شعرية غنائية تجاوزت الثمانين قصيدة وغنّت على ألسنة أكثر من ثلاثين فناناً سودانياً.
ولد موسى عام 1946 في ضاحية حي العرب بأم درمان، وتلقى تعليمه في مدارس المدينة والكلية القبطية بالخرطوم، قبل أن يبدأ مسيرته العملية في مصلحة البريد والبرق والهاتف ثم وزارة النقل والمواصلات، متدرجاً حتى وصل إلى منصب مدير العلاقات العامة، مواصلاً شغفه بالأدب والفن في الوقت ذاته.
بدأت رحلة موسى الشعرية مبكراً، إذ نشر أولى قصائده في صحيفة “صوت السودان”، وكتب أول أغنية له وهو في السابعة عشرة، والتي غناها الفنان زيدان إبراهيم. ولم تمض سنوات حتى سجلت أول أغنية له في الإذاعة السودانية بأم درمان بعنوان “صدفة غريبة”، التي بقيت خالدة في ذاكرة الجمهور:
“صدفة غريبة لقيتو الليلة
بعد غيابو ليالي طويلة…”
وقد تعاون موسى مع كبار الفنانين السودانيين، منهم عثمان حسين في أعمال مثل “تسابيح” و*”أغرتني”* و*”الدرب الأخضر”. كما كتب كلمات سيد خليفة في “حرت أضحك ولا أبكي” و”صوت السماء”*، وقدم للفنان محمد وردي عددًا من الأغاني الخالدة مثل “عذبني وتفنن”، وكتب للفنان زيدان إبراهيم ستة عشر أغنية، أبرزها “قلبك ليه تبدل”، التي ما زالت تتردد في ذاكرة المستمعين.
تميزت قصائد موسى بالغزل الصادق والحنين العاطفي، وتمكن من رسم صور شاعرية للأمل والحب والجمال، محافظاً على حضور متجدد بين الأجيال رغم مرور الزمن، حتى مع تأجيله نشر مجموعاته الشعرية الأربع.
توفي الشاعر الكبير محمد يوسف موسى فجر السبت 5 مايو 2018، مخلفاً إرثاً فنياً خالداً وثروة شعرية تزين تاريخ الأغنية السودانية.
محمد يوسف موسى… شاعر كتب للحب والحنين، وخلّد ذكراه في قلوب السودانيين عبر أغانيه التي لم تفقد بريقها عبر الزمن.