الجاسر

د. السماني ود الحاج يكتب ….. إضاءات حول مصادر تمويل الهيكل الراتبي لأساتذة الجامعات السودانية

الجاسر نت

شذرات فكرية

د. السماني ود الحاج

إضاءات حول مصادر تمويل الهيكل الراتبي لأساتذة الجامعات السودانية

في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد والتي تسببت فيها الحرب اللعينة التي يعيشها الشعب السوداني بأكمله ، أصبح أمل تطبيق هيكل راتبي خاص بأساتذة التعليم العالي أمرًا معقدًا وصعب المنال. خاصة أن مدخلات البلاد تذهب لآلة الحرب في الميدان، لذلك تأخر تطبيق الهيكل الراتبي المقترح من اللجنة المختصة (لاجسو) بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه الدولة في الوقت الراهن. ظللنا منذ سنوات نحلم بتطبيق هيكل راتبي يلبي طموحات أساتذة التعليم العالي وهناك محاولات عديدة تسعى عبرها لجنة أساتذة الجامعات السودانية (لاجسو) – الجسم الشرعي الممثل للأساتذة في قضيتهم المطلبية العادلة – بتصديق هيكل راتبي خاص بهم من وزارة المالية، أسوة بكثير من القطاعات التي خرجت من الخدمة المدنية ووضع لها هيكل راتبي خاص بها وكان أحق بذلك الأستاذ الجامعي الذي يتعاطى أعلى الرواتب في جميع الدول المتقدمة التي تقدر قيمة التعليم العالي والبحث العلمي.

ثمة تساؤلات عريضة توكد أن تمويل الهيكل الراتبي يمثل تحديًا كبيرًا في ظل هذه الظروف التي نعيشها حيث إن الموارد المالية للبلاد قد تضاءلت بشكل كبير. ومع ذلك، فإننا نؤمن بأن الاستثمار في التعليم العالي هو استثمار في مستقبل البلاد، والضامن الوحيد لنجاح أجيال المستقبل من أبناء الوطن. وتطبيق الهيكل هو خطوة ضرورية لتحسين جودة التعليم وزيادة الإنتاجية وإعانة الأساتذة على تقديم خبراتهم برضا وظيفي يسهم في استقرار العملية التعليمية في الجامعات.

يجب على أساتذة التعليم العالي أن يتقدموا بحلول مبتكرة تسهم في إيجاد مقترحات عملية لتمويل الهيكل الراتبي الخاص بهم، وأن يكونوا شركاء يسهمو في وضع حلول للأزمة وألا يلعبوا دور المتفرج لينتظروا من حكومة السودان أن تحقق أماني أساتذة التعليم العالي دون إسهامات واضحة وفكر عميق يعمل على المشاركة والإسهام من الأستاذ الجامعي لتطبيق هيكل راتبي يلبي طموحاته .

إضافة الى ذلك علينا الاستفادة من الموارد الخارجية، والبحث عن شراكات مع المؤسسات الدولية عابرة القارات الاستفادة من الموارد المحلية المتاحة بكافة القطاعات.

إن تطبيق الهيكل الراتبي الخاص بأساتذة التعليم العالي ليس مطلبًا للأساتذة فحسب، بل هو مطلب وطني لتحسين جودة التعليم وزيادة انتاجية البحث العلمي في البلاد. هذا يفرض علينا أن نعمل معًا لتحقيق مطالبنا الموضوعية والتي أن تحققت سوف تسهم في تحقيق الرضا الوظيفي للأستاذ الجامعي هو المخرج الآمن لضمان استقرار العملية التعليمية والمساعدة في جودة مخرجاتها.

يدور همس بين أساتذة الجامعات، ومقلق لإدارات الجامعات السودانية المختلفة، خوفًا على مواردهم التي يتم عبرها تسيير العملية التعليمية في مؤسسات التعليم العالي في مختلف القطاعات الحكومية المختلفة وهذه القضية مسكوت عنها من الطرفين المالية وإدارات الجامعات.

في رأي الجامعات، يجب أن يكون لديها إسهامات في الهيكل الراتبي الذي ينتظره الأساتذة في المرحلة المقبلة، وقد تحدث عنه عشرات الخبراء والمختصين هذا الحديث يفتح بابًا عريضًا بضرورة عقد ورش متخصصة تتحدث عن مدى إمكانيات الجامعات السودانية في الشراكة مع وزارة المالية، بعمل دراسة علمية تقدم حلولًا تساهم في إيجاد مخرج لتمويل الهيكل الراتبي الذي أصبح حلمًا يُرتجى.

اذا امنا بأهمية شراكة الجامعات في الهيكل الراتبي . هذا يطرح سؤال عريض هل للجامعات الحكومية موارد حقيقية تسهم في تمويل العملية التعليمية داخل القاعات الدراسية وتشارك في تمويل الهيكل الراتبي الخاص بأساتذة الجامعات ؟ هذا السؤال يجب أن يجيب عليه الأساتذة أنفسهم، لأنهم أدرى من غيرهم بموارد الجامعات وهم من يتقلدون المناصب الإدارية في الجامعات .

إن إسهمت الجامعات فعليا في الهيكل الراتبي هل ستأتي اسهاماتها بنتائج سلبية تنعكس على الطلاب وتجعلهم الجامعات (بقرتهم الحلوب) لتغطية نفقات العملية التعليمية والإسهام في الهيكل الراتبي فيكون الطالب هنا الضحية و يؤدي ذلك إلى عزوف الاسر عن دراسة أبناءهم ، وتبقى الفرصة متاحة فقط للمستطيع !!.

شذرة أخيرة

شراكة الجامعات السودانية في تمويل الهيكل الراتبي قضية خلافية قديمة ومستمرة بين وزارة خزانة الدولة (المالية) وإدارات الجامعات السودانية. يجب وضع دراسة علمية دقيقة تراعي مصلحة الطرفين الأساتذة ووزارة المالية لمعرفة مدى مقدرة مشاركة الجامعات في تمويل الهيكل الراتبي الخاص بأساتذتهم . هذا الأمر يتطلب إجراء بحوث علمية محايدة تسهم في الوصول إلى حلول نهائية لقضية الهيكل الراتبي الحلم الذي انتظره أعضاء هيئة التدريس طويلا .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.