الجاسر

بدرٌ ليست ذكرى.. بل منهجٌ لمن أراد النصر! بقلم: أ.د. طه عابدين طه 17 رمضان 1446هـ

متابعات الجاسر نت

—————————–
❖ غزوة بدر.. معركةٌ تتكرر في كل زمان
ليست غزوة بدر مجرد صفحة من صفحات التاريخ، بل هي فصلٌ خالدٌ يتكرر في حياة الأمم، ومعركةُ حقٍّ وباطلٍ تتجدد في كل عصرٍ ومكان. إنها ليست ذكرى ساكنة، بل مشعلٌ يضيء طريق النصر لكل من يحمل لواء الحق، ويصبر على مشقاته، ويثبت في ميادينه.

📌 دروس بدر في واقعنا:

🛡 1️⃣ الصراع بين الحق والباطل أزليٌّ لا يتوقف
🔹 وكما تصدّت قريش لنور الإسلام يوم بدر، فهناك اليوم قوى تتربص بالحق، تحاول إطفاء نوره، لكنها واهمة، فسنن الله لا تحابي أحدًا، والعاقبة للمؤمنين، ولو طال الطريق.
📖 {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال: 30)

⚖ 2️⃣ النصر لا يُوزن بالكثرة
🔹 في بدر، كل الحسابات البشرية كانت تؤكد أن قريش ستسحق المسلمين، لكن الموازين السماوية لا تعتمد العدد، بل الإيمان والتقوى والصبر والثبات.
📖 {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (آل عمران: 123)

⚔ 3️⃣ المعارك التي يفرضها الله تحوي الخير للأمة
🔹 خرج المسلمون يطلبون قافلة، فوجدوا أنفسهم في مواجهة حاسمة غيّرت مسار التاريخ، وكان الخير في ما اختاره الله لهم. وكم من حربٍ فُرضت على المستضعفين، فكانت بوابة النصر والتمكين!
📖 {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} (الأنفال: 7)

🏆 4️⃣ النصر ثمنٌ غالٍ لا يُهدى للمتخاذلين
🔹 حين رأى الصحابةُ أن المعركة قد وقعت، لم يتراجعوا، بل صمدوا وقالوا كما قال سعد بن معاذ: “امضِ يا رسول الله، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك!”
📖 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الأنفال: 45)

🤲 5️⃣ الدعاء والاستعانة بالله مفتاح النصر
🔹 لم يكن النبي ﷺ جالسًا متفرجًا يوم بدر، بل ظل يدعو الله بإلحاح حتى سقط رداؤه من على كتفه، فقال له الصدّيق: “كفاك يا رسول الله، فإن الله منجزٌ لك وعده!” فالنصر لا يُنال إلا برفع الأيدي إلى السماء قبل رفع السيوف في الميدان!
📖 {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} (الأنفال: 9)

📊 6️⃣ التخطيط والأخذ بالأسباب جزء من النصر
🔹 لم ينتصر المسلمون في بدر بالدعاء وحده، بل أعدوا العدة، وأحكموا التخطيط، ورتبوا الصفوف، ثم توكلوا على الله. واليوم، لا يكفي أن نرجو النصر دون إعدادٍ وتنظيمٍ وعمل!
📖 {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال: 60)

🤝 7️⃣ اجتماع الكلمة ضرورة لبقاء النصر
🔹 لا انتصار مع الفرقة، ولا تمكين مع التنازع، فكم من معركةٍ هُزم فيها أهل الحق بسبب تفرقهم بعد نصرٍ عظيم!
📖 {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: 46)

🚀 غزوة بدر.. ليست ذكرى بل طريقٌ للنصر!
كل عصرٍ له بدره، وكل جيلٍ له يوم فرقانه، وفي كل زمنٍ هناك قوى تحارب الحق، وتظن أنها قادرة على إطفائه، لكن سنة الله ثابتة: الصبر والثبات والتوكل على الله طريق النصر!

🔥 لا تيأسوا مهما تكالب الأعداء، ولا تضعفوا مهما اشتدت الظروف، فكم من معركةٍ ظن الناس أن الحق فيها مهزوم، ثم كتب الله فيها النصر!
📖 {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد: 7)

🔹 وإني لأرجو الله تعالى أن يكون يوم الفرقان لأهل السودان قريبًا قريبًا، إنه ولي ذلك والقادر عليه!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.