شذرات فكرية
د.السماني محمد حمد النيل
هنيئا لقبيلة بن جرار بود المقبول
شيخ العرب، محمد أحمد المقبول، رئيس مجلس شورى قبيلة بن جرار شاب صغير السن يتمتع بعقل كبير وفكر ناضج مقرونا بالحكمة والاتزان وتقوى الله ، رغما من صغر سنه استطاع أن يبني لنفسه مكانة مرموقة بين أبناء القبائل في المنطقة عامة وفي القردود بالأخص . قلما تجد شابًا في الأربعينيات من عمره يقود قبيلة ويقف شامخًا لخدمة أهله. إنه ليس عمدة أو أميرًا ولا ناظرًا، بل هو رئيس بيت الحل والعقد (بيت الشورى) لقبيلة بن جرار في جميع أنحاء السودان، ورئيس مجلس شورى القبيلة.
تعلمون جيدًا أن بيت الشورى لا يضم إلا أهل الرأي السؤدد والشورى و اختياره لهذا المنصب تحدٍ كبيرله وهذا أن دل إنما يدل على رجاحة عقله وفكره. فالقليل من الشباب حديثي السن يصلحون للمشورة والتفكير في قضايا القبيلة و أهل الشورى هم أهل الربط والحل والعقد.
اختياره هو بمثابة تخطيط إلى مشروع كبير يؤمن به رجال وزعماء ومشايخ وعمد ونظار القبيلة في جميع ربوع السودان.
قبيلة بن جرار تاريخيا معروفة في ربوع السودان، شرقًا وغربًا، جنوبًا وشمالًا. أهل القبيلة اختاروا رجلًا لتحمل مسؤولية كبيرة. نحن على ثقة بأنه على قدر هذا التحدي. الاختيار تم بالإجماع، تقديرًا لعطائه.
سعدت جدا جدًا عندما علمت باختياره لقيادة مجلس شورى القبيلة على مستوى السودان. إنه لشرف كبير لنا شباب المنطقة أن يصبح أحدنا من أهل المشورة والراي. هذا الاختيار مسؤولية كبيرة لرجل لم يتجاوز الأربعين من عمره فهو ناضج منذ بكور شبابه، يتميز برجاحة العقل والتقوى والإيمان. هذا الإختيار يضع أمامه تحديًا كبيرًا وهو قيادة أهله ومساعدتهم.
بيننا وبين أهلنا في منطقة القردود وإعانة الله جسر من التواصل والعلاقات الاجتماعية التي بناها آباؤنا وأجدادنا. فقد عشنا مع أهلنا بن جرار في قرية أبو شبيكة لأكثر من مائة عام ولم نرَ منهم إلا الخير والإيمان والمودة والرحمة والتكاتف في التواصل والتكافل الاجتماعي بيننا.
هناك الكثير من العلاقات الاجتماعية والروابط الجغرافية وعلاقات المصاهرة التي تجمع بين أهل القردود وأهلنا في ابوشبيكة وكذلك هذه العلاقات تشكل جسراً من التواصل، أساسه المودة والمحبة.
أذكر أن لوالدي، محمد حمد النيل ود الحاج علاقة خاصة مع أهلنا في قردود الخير وأهل إعانة الله بشكل خاص. تربينا معهم سوياً، وشاركناهم أفراحهم وأحزانهم، مما خلق علاقة متينة أساسها المودة والمحبة والأهم من ذلك المصاهرة والمزاوجة التي تمت بين المنطقتين منذ عشرات السنين فقد خلقت مساحة من التواصل الإجتماعي والترابط.
تعرفت على الشاب محمد أحمد المقبول في داخلية الوسط بجامعة الخرطوم آنذاك الزمان في العام عشرة والفين . لم يحالفني الحظ أن أجالسه وأحادثه كثيراً في ذلك الوقت، لأنه كان قد تخرج وبدأ حياته العملية عندما التحقنا بالجامعة وكنت حديث السن آنذاك الزمان. منذ ذلك الحين كان ود المقبول قائداً يتمتع بصفا وكاريزما القيادة وسط شباب المنطقة، حتى وهو طالب فقد كان زعيما وشيخ عرب .
رافقت عدداً كبيراً من أبناء القردود في سكن الداخلية والدراسة بالجامعة، ومنذ ذلك الوقت، نشأت بيننا علاقة محبة وتواصل اجتماعي حميم . يربطنا القرب الجغرافي بين أبوشبيكة والقردود، ويفصل بيننا مشروع زراعي واحد، تنقسم أفدنته بين أهل المنطقتين. هذا التلاقي بيننا وأهل القردود خلق جسراً نسير عليه منذ مئات السنين.
شذرة أخيرة
نسأل الله التوفيق والإعانة والثبات للاخ محمد احمد المقبول على هذا الإختيار والتكليف الكبير سائلين الله أن يأخذ بيده بما فيه خير للبلا والعباد ونحن موقنين بأن الرجل قدر التحدي والمسؤولية وسوف يحقق نجاح وطموحات أهله الذين قدموه الى قيادة مجلس شورى قبيلة بن جرار.
